قصتنا
في شوارع دمشق القديمة، كان تحسين صالح يخطو كل صباح بخطى واثقة إلى ورشته الصغيرة التي أسسها عام 1982. لم يكن متجر دهانات عاديًا؛ بل كان مكانًا تنسج فيه الألوان قصصًا على الجدران. قضى تحسين صالح أربعين عامًا وهو يختبر الخلطات ويمزج الألوان، حتى بات يعرف سرّ اللون الذي يبهج الروح.
في تلك الأيام، كان أبناءه لا يزالان يلعبان بين عبوات الطلاء وألوانها الساحرة. كبروا وهم يلتقطون مزجات والدهم والأطياف التي كان يبثها على الجدران لتمتلأ بحياةً جديدة، وحين اشتدت عزيمتهم ونضجت أعينهم في تمييز أدق الألوان، دخلوا ورشة والدهم يكملون مسيرة والدهم، شغوفين بقيمة اللون والحرفة.




لكل شركةٍ عريقةٍ تحول. ولكي تنطلق إلى العالم وتنجو وتتأقلم مع التطورات السريعة وتحديات انفتاح السوق، طرق صديق طفولتهم باب الورشة ذات ليلة. حاملاً معه خبراتٍ جديدة في التجارة وأساليب تقنية مبتكرة. جمع الثلاثة بين شغف الوالد وديناميكية الأبناء وروح ابتكار صديقهم، فكانت النتيجة توسعًا لم يكن في الحسبان. خرجت الشركة من حدود حيّهم القديم، لتصبح مؤسسة تحسين صالح التجارية، علامةً تجاريةً موثوقةً تلبي الطلبات من كبرى شركات البناء، وتصدّر منتجاتها حول العالم.
اليوم، لم تعد الألوان حكراً على جدران دمشق فحسب، بل تجاوزتها لتزين بيوتًا في كل محافظة سورية وباتجاه الأسواق الخارجية. ما زالت المؤسسة تمزج الألوان، لكنها في كل مرة تروي حكاية جديدة – حكاية شغف عائلي تحول إلى أسطورة تجارية متجددة.
